6 أمور قد لا تعرفها عن تأثير الموسيقى على الأطفال 🎶

​

الموسيقى ليست مجرد وسيلة ترفيهية للأطفال، بل تُعدّ أداة فعّالة في دعم نموهم المعرفي واللغوي والحركي. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال يمتلكون حسًّا موسيقيًا فطريًا، مما يجعل الموسيقى وسيلة تعليمية قوية يمكن أن تؤثر إيجابيًا على تطورهم. إليك ست حقائق علمية توضح أهمية الموسيقى في تنمية مهارات الطفل:

​

1. الأطفال يمتلكون قدرة طبيعية على فهم الإيقاع والاستجابة له

تشير الدراسات إلى أن الأطفال حديثي الولادة قادرون على تمييز الأنماط الإيقاعية في وقت مبكر جدًا. بعبارة أخرى، يمكنهم التقاط النغمات الموسيقية والإحساس بالإيقاع.
تؤكد د. ميشيل بيتر، الباحثة في مجال اكتساب اللغة لدى الأطفال، أن الموسيقى تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الذاكرة ومهارات الاستماع.
وتوضح: "يمكن للأنشطة البسيطة مثل النقر على إيقاع معين وجعل الطفل يقلده أن تسهم بشكل كبير في نموه الإدراكي. كما أن العزف على أدوات موسيقية بسيطة مثل القدور والملاعق، أو النفخ في زجاجات مملوءة بمستويات مختلفة من الماء، يساعد الأطفال على التعرف على الأنماط الصوتية المختلفة."
وتضيف أن القدرة على إدراك الإيقاع تعزز مهارات معرفية أساسية، لا سيما تلك المتعلقة بتعلم اللغة واكتشاف الأنماط الصوتية في الكلام.

​

2. الغناء للأطفال بأي لغة يعزز شعورهم بالأمان ويهدّئهم

يبدأ الأطفال في تمييز أصوات ذويهم منذ وجودهم في الرحم، لذا فإن الغناء لهم منذ الولادة يعزز الارتباط العاطفي بينهم وبين والديهم.
لا يشترط أن يكون صوت الأهل احترافيًا، إذ أظهرت الأبحاث أن التهويدات، بغض النظر عن اللغة، تساهم في تقليل معدل ضربات القلب وتحسين استجابة الطفل العاطفية.
تقول د. بيتر: "يحب الأطفال حديثو الولادة سماع صوت ذويهم، وغالبًا ما يلجأ الأهل تلقائيًا إلى الغناء لتهدئة أطفالهم."
بالإضافة إلى دوره المهدئ، فإن الغناء يساعد الأطفال على التعرف على الأصوات اللغوية المختلفة، مما يسهم في تنمية مهاراتهم اللغوية في مراحل مبكرة.

​

3. الرقص والموسيقى يعززان التطور الحركي والتنسيق الحسي

لا يقتصر حب الموسيقى على الأطفال فقط، بل يمكن أن يكون الرقص المشترك وسيلة رائعة لتعزيز الروابط الأسرية وتحفيز التطور الحركي لدى الطفل.
تعد الألعاب الموسيقية، مثل "تماثيل موسيقية" أو "التوقف مع الموسيقى", أنشطة ترفيهية تدعم المهارات الحركية الدقيقة والتنسيق الحسي، إضافةً إلى تحسين التركيز والاستجابة السريعة.
توضح د. بيتر: "يستمتع ابني بلعب لعبة التماثيل الموسيقية، وهي ليست مجرد نشاط ممتع، بل تعزز مهارات النمو الحركي والتناسق مع الإيقاع الموسيقي."

​

4. البرامج الموسيقية التلفزيونية قد تعزز التعلم عند استخدامها بشكل مناسب

على الرغم من المخاوف المتعلقة بوقت الشاشة، يمكن للبرامج التلفزيونية التي تتضمن عناصر موسيقية أن تكون أداة تعليمية فعالة إذا تم استخدامها بشكل متوازن.
توضح د. بيتر أن الموسيقى في هذه البرامج تجذب انتباه الأطفال بشكل طبيعي، نظرًا لأنهم يستجيبون بشكل أكبر للأصوات عالية النبرة والأنماط الإيقاعية الواضحة.
وتقترح تعزيز الفائدة التعليمية من خلال التفاعل مع الطفل أثناء مشاهدة هذه البرامج، كالغناء معه أو استخدام الأغاني في مواقف الحياة اليومية.
وتضيف: "من المفيد أن يشاهد الطفل هذه البرامج مع أحد والديه، بحيث يتم تعزيز التعلم من خلال التفاعل البشري، بدلًا من الاعتماد على الشاشة وحدها."

​

5. الأغاني المصحوبة بالحركات الجسدية تدعم التطور الإدراكي والحركي

تساعد الأغاني التي تتضمن حركات جسدية، مثل حطي زيت"، في تعزيز التنسيق الحركي والتواصل لدى الأطفال.
حتى إن لم يتمكن الطفل من ترديد الكلمات بعد، فإن المشاركة من خلال الإشارات مثل التصفيق أو الإشارة بالأيدي تُعد خطوة مهمة في عملية اكتساب اللغة والتفاعل الاجتماعي.
وتشير د. بيتر إلى أن هذه الأنشطة تسهم في تطوير مهارات اجتماعية وحركية مهمة، مما يجعل الغناء المصحوب بالحركة أداة تعليمية فعالة.

​

6. أغاني الأطفال التقليدية تعزز المهارات اللغوية من خلال التكرار والإيقاع

تتضمن أغاني الأطفال، مثل "يا غنماتي"، أنماطًا صوتية متكررة تساعد الأطفال على التنبؤ بالكلمات التالية، مما يسهم في تحسين مهاراتهم اللغوية وتعزيز ذاكرتهم.
توضح د. بيتر أن هذه الأغاني غالبًا ما تحتوي على كلمات غير مألوفة للأطفال، مما يساعد على توسيع مفرداتهم وتعزيز قدرتهم على تذكر الكلمات الجديدة.
وتضيف: "هناك شعور بالراحة لدى الأطفال عندما يرددون أغنية مألوفة بكلمات معروفة، مما يسهم في ترسيخ المفردات الجديدة لديهم."

​

🎵 باختصار، لا تتردد في إدخال الموسيقى والغناء في الروتين اليومي لطفلك، فبالإضافة إلى كونه نشاطًا ممتعًا، فإنه يدعم نموه المعرفي واللغوي والحركي بطريقة طبيعية وفعالة. 🎵

المصدر: https://www.bbc.co.uk/tiny-happy-people/articles/z8tyydm