" تهاليلنا الشعبية الفلسطينية ......أين هي ؟؟؟"
سوزان شعبان
" تهاليلنا الشعبية الفلسطينية ......أين هي ؟؟؟"
سوزان شعبان
في عام 2020 تحدثت عن موضوع التهاليل الشعبية الفلسطينية بمقابلة مع راديو نابلس بعد ان استضافوني حول هذا الموضوع ومن هنا قررت أن اكتب عن هذا الموضوع بمقالة صغيرة بعنوان " تهاليلنا الشهبية الفلسطينية .....اين هي ؟"
في البداية سأعرف ما هي التهاليل الشعبية ؟هي نوع من أنواع الاعمال الأدبية التي تسمى أيضا بأغاني النوم او أغاني المهد وهي الأغاني التي تغنى وقت نوم الطفل ، وكلماتها كانت تغنيها الام او الجدة من التراث الذي تغنى فيه بمعنى اخر ان الجدة او الام في الأزمنة السابقة كانت تؤلف كلمات التهليلة من واقعها الذي تعيشه ، ولها العديد من التسميات حسب كل دزلة ففي العراق تسمى دلول على سبيل المثال اما عنا في فلسطين فتسمى "التهليلة " .
مضمون التهاليل هي مضامين حياتية كانت الام تتغنى بهمومها التي تعاني منها اثناء تنويم طفلها والطفل كان يسمع صوت امه بالإضافة الى الايقاعات والالحان التي تضيفها بصوتها مما يجعل الطفل ينام على الدندنات المنطوقة من قبل والدته وهذه التهليلة كانت تخلق وقت قرب بين الام وطفلها بعد عمل الام طوال اليوم بالحقل والزراعة وأيضا كانت التهليلة أداة لتفريغ الام لتعبها ومعاناتها من الحياة ونتيجة لوجود الام بجانب طفلها وغنائه له وقت النوم فكان هذا يطور الطفل عاطفيا ونفسيا بشكل سليم لشعوره بالعديد من المشاعر الإيجابية كالامان والحب والود والقرب الجسدي أيضا بين الام وطفلها والذي ينعكس أيضا على نفسية الام بشكل إيجابي ويساعد الام على تفريغ مشاعرها بالغناء.
جداتنا ابدعن بغناء التهاليل باللهجة الفلسطينية الشعبية المتداولة بأسلوب بسيط وعفوي وبالحان بسيطة لكنها غنية بجمل " يالا تنام" "لادبحله طير الحمام " و" نامي يا زغيرة" وغيرها من الكلمات التي تساعد الطفل على النوم .وكانت الام او الجدة تتغنى ايضا بالطفل-ة وتذكر صفاتها كما تراها وجميع صفات إيجابية " شعرها اشقر ومنقى " " حمام عسريرها .....حمام بكاغي لها ".
تهاليلنا التراثية الفلسطينية ....اين هي الان؟؟