top of page
  • Black Facebook Icon
  • Black Instagram Icon

التأتأة عند الأطفال: مشكلة نطق شائعة في مرحلة الطفولة المبكرة – الأسباب، التأثير، والعلاج

iStock-1369596152-1-1024x505.jpg

التأتأة عند الأطفال: مشكلة نطق شائعة في مرحلة الطفولة المبكرة – الأسباب، التأثير، والعلاج

تُعد التأتأة (أو التلعثم) واحدة من أكثر صعوبات النطق شيوعًا في مرحلة الطفولة المبكرة. وعلى الرغم من أن بعض الأطفال قد يمرون بفترة من التأتأة المؤقتة ضمن مسار تطورهم اللغوي، إلا أن استمرارها لفترة طويلة قد يؤثر على الطفل نفسيًا واجتماعيًا، ويُسبب له مشاكل في النطق والتواصل، مما يستدعي التدخل والعلاج المبكر من قِبل مختصين في النطق واللغة.

ما هي التأتأة عند الأطفال؟

التأتأة هي اضطراب في الطلاقة الكلامية، يتجلى في تكرار الأصوات أو المقاطع، أو إطالة الأصوات، أو توقف الطفل عن الكلام فجأة أثناء الحديث. وقد تبدأ التأتأة فجأة بعد أن يكون الطفل قد اكتسب مهارات لغوية طبيعية، وغالبًا ما تظهر بين عمر السنتين والخمس سنوات، وهي فترة حساسة في تطور اللغة عند الطفل.

هل التأتأة طبيعية في سن صغيرة؟

من الشائع أن يمر بعض الأطفال بفترة قصيرة من التأتأة، خاصة عند حدوث قفزة في تطور المفردات أو الجمل. ومع ذلك، فإن التأتأة التي تستمر أكثر من 6 أشهر، أو تترافق مع علامات انزعاج أو قلق، أو تزداد سوءًا مع الوقت، قد تشير إلى وجود اضطراب في الطلاقة يحتاج إلى تقييم وعلاج.

كيف تؤثر التأتأة على الطفل؟

الأطفال في سن مبكر يبدأون في ملاحظة اختلافاتهم في التواصل، كما أن أقرانهم قد يُظهرون ردود فعل سلبية تجاه مشاكل النطق مثل التأتأة، مما يؤدي إلى:

  • انخفاض الثقة بالنفس

  • تجنّب الكلام أو المواقف الاجتماعية

  • الشعور بالخجل أو الإحباط

  • زيادة احتمالية التعرض للتنمر

  • صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية

  • هذه التأثيرات النفسية يمكن أن تستمر وتتفاقم مع التقدم في السن، وتزيد من خطر الإصابة بالقلق الاجتماعي أو اضطرابات نفسية مرتبطة بالتواصل.
     

ما هو أفضل وقت لعلاج التأتأة عند الأطفال؟

تشير الدراسات إلى أن أفضل وقت للتدخل هو في مرحلة الطفولة المبكرة، أي قبل دخول الطفل إلى المدرسة (قبل سن 5 سنوات).
خلال هذه المرحلة، يكون الدماغ أكثر مرونة، والاستجابة للعلاج أفضل بكثير، كما أن احتمال نجاح العلاج واستمرارية التحسن أعلى مقارنةً بمراحل لاحقة.

رغم أن بعض الأطفال قد يتغلبون على التأتأة بدون علاج، إلا أنه من غير الممكن التنبؤ بمن سيتعافى طبيعيًا. لذلك، توصي الأبحاث الحديثة بأن تتم مراقبة الطفل لمدة لا تزيد عن سنة، وفي حال استمرار التأتأة أو ظهور علامات انزعاج، يجب بدء العلاج فورًا.

ما هو العلاج الأكثر فعالية للتأتأة عند الأطفال؟

برنامج ليدكومب (Lidcombe Program)
يُعد برنامج ليدكومب من أنجح طرق علاج التأتأة في الطفولة المبكرة. يعتمد على إشراك الأهل في العلاج تحت إشراف أخصائي النطق، ويُركز على استخدام التعزيز الإيجابي لتشجيع الكلام الطليق.

يشمل البرنامج:

  • مدح الطفل عند الحديث بطلاقة

  • طلب تصحيح الجمل التي تحتوي على التأتأة بطريقة داعمة

  • تسجيل مستوى التأتأة يوميًا لتقييم التقدّم

  • أثبتت الدراسات العلمية نجاح هذا البرنامج بنسبة عالية، سواء في العيادات أو من خلال جلسات عن بعد (Telehealth)، خاصة إذا بدأ في عمر مبكر.
     

هل هناك علاجات أخرى؟

نعم، توجد بعض البرامج العلاجية الأخرى التي لا تزال في مراحل التقييم، ومنها:

  • العلاج الأسري: يركّز على تخفيف الضغوط اليومية في بيئة الطفل مثل الإسراع في الكلام أو التوقعات المرتفعة

  • العلاج بالإيقاع: يعتمد على التحدث بإيقاع منتظم لتحسين الطلاقة، وأظهر نتائج واعدة في بعض الدراسات غير العشوائية
     

ماذا يجب أن يفعل الأهل؟

إذا لاحظت أن طفلك يعاني من صعوبات أو مشاكل في النطق، مثل التأتأة أو التلعثم، لا تنتظر وتظن أنها مرحلة وستمر. يُفضل أن:

  • تستشير أخصائي نطق معتمد

  • تراقب سلوك الطفل في مواقف التواصل

  • تتجنب الضغط أو التصحيح المفرط

  • تدعم طفلك عاطفيًا وتُشعره بالأمان
     

الخلاصة

تُعتبر التأتأة من مشاكل النطق الشائعة في مرحلة الطفولة المبكرة، لكن آثارها قد تمتد لتؤثر على حياة الطفل مستقبلًا إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.
التشخيص المبكر والتدخل من قِبل أخصائي نطق مؤهّل قد يُحدث فرقًا كبيرًا، ويُعيد للطفل ثقته بنفسه وقدرته على التعبير والتواصل بشكل طبيعي.

a mothe kissing her baby

الاشتراك في مجموعة الفيسبوك
فقط للحاضنات والعاملين في اطر الطفولة المبكرة

© 2023 by Sherine Jaber. MATI © Copyright™ 

bottom of page