top of page

تطوير وتعزيز الثقة بالنفس من الولادة حتى 12 شهرًا

Baby

تطوير وتعزيز الثقة بالنفس من الولادة حتى 12 شهرًا

يحتاج الأطفال لشعور بالأمان والطمأنينة لتطوير ثقتهم بأنفسهم. كأم او حاضة عندما تستجيبي لاحتياجات وتفاعل الطفل، سواء من خلال تهدئته عند البكاء أو اللعب والتحدث معه، فإنه يدرك أنه محبوب وله قيمة. في الصفحات القادمة سنتعرف على طرق إضافية يمكنك من خلالها دعم الاطفال في تنمية ثقته بنفسه.

الأطفال الذين يتمتعون بالثقة بالنفس يشعرون بالحرية في استكشاف البيئة من حولهم والتعلم من خلالها، لأنهم يدركون أن هناك دائمًا شخصًا يدعمهم. عندما يزحفون بعيدًا لاستكشاف شيء ما، يعلمون أنك ستكوني موجودة لتوفير الأمان والطمأنينة لهم اذا احتاجوها. وعندما تظهر عليكِ الفرحة لانجازهم اكتشاف جديد مثل -العثور على الكرة التي تدحرجت تحت الطاولة- يزداد حماسهم للاستكشاف والتعلم اكثر.

كذلك تمنح الثقة بالنفس الأطفال في هذا الجيل القدرة على التكيف مع المجموعة في البيئات الجديدة بشكل اسهل واسرع، مثل دور الحضانة ورياض الاطفال في المستقبل. حيث يحملون الاطفال معهم الشعور بالأمان الذي زرعته فيهم أينما ذهبوا، حتى في غيابك!

 

  1. تعزيز الشعور بالأمان والطمأنينة

عندما تستجيبي لبكاء الطفل أو احتياجاته الأخرى -مثل حمله عندما يحتاج إلى الراحة أو إحضار اللعبة التي يشير إليها عن الرف- فإنه يشعر بالكثير من الحب والاحترام، إنك تساهمي في تنمية وتعزيز شعوره بالأمان والدعم أيضاً. هذا الرابط العاطفي الذي ينشأ نتيجةً لهذه التجارب اليومية بينكِ وبين الطفل سيدفعه للشعور بالأمان الكافي ليبتعد عنك تدريجيًا لاستكشاف العالم من حوله. فهو واثق انك لن تتركيه وانك ستكوني دائماً موجودة لدعمه ومساعدته ان احتاج لذلك. هذه الثقة المستمدة منك تمنحه الثقة بالنفس.

تخيلي طفلًا يرى لعبة مثيرة للاهتمام في الجانب الآخر من الغرفة، سيشعر الطفل بالأمان للزحف بعيدًا عن حضن الوالدة او الحاضنة لاستكشاف هذه اللعبة، إذا كان متأكداً أن والدته او الحاضنة ستبقى بجانبه إذا احتاج إلى المساعدة أو شعر بالخوف. بعد أن يزحف الطفل مبتعداً، قد ينظر خلفه للتأكد من الوالدة او الحاضنة إن كانت لا تزال موجودة وتراقبه. وعندما يصل الطفل إلى اللعبة ويصدر منها صوت عالي مفاجئ، قد يشعر الطفل بالخوف ويعود بسرعة طلبًا الطمأنينة والدعم. تقدم الام او الحاضنة الطمأنينة اولاً ثم تشجعه على العودة لمواصلة استكشافه ومغامرته الجديدة.

 

كيف تساعدي الطفل...

  • كوني قاعدة أمان للطفل: عندما يبتعد لاستكشاف، لا تغادري الغرفة، كوني موجودة عند عودته لتقديم الدعم والتشجيع الذي يحتاجه لاستكشاف المزيد.

  • استجيبي لاحتياجات الطفل من الحب والطمأنينة: هذا يعزز ثقته فيكِ. الأطفال الذين يثقون في الاهل او الحاضنة يشعرون ايضاً بالأمان لغوض تجارب جديدة والتعلم من الآخرين ومن العالم من حولهم.

 

  1. ساعدي الطفل على الشعور بالإنجاز

"أنا أستطيع!"... الشعور بالانجاز والإحساس بالقدرة على العمل المستقل عنصران أساسيان في تطوير الثقة بالنفس لدى الأطفال.

يتعلم الأطفال شعور الـ "أنا أستطيع!" عندما ينجحون في مهمة أو يتعلمون مهارة جديدة. تخيلي فرحة الطفل عندما يضغط على الزر الصحيح ليضيء مصباح الغرفة مثلاً. تخيلي ابتسامته العريضة عندما يلاحظ والديه إنجازه ويشيدان بما فعله ويشجعانه. الأطفال يطورون شعورًا إيجابيًا بتقدير الذات والثقة بالنفس من خلال اللعب والتفاعل مع البالغين في حياتهم عندما يقوم الوالدان او الحاضنة بإرسال رسائل لغوية او اشارات تعبيرية للطفل مفادها: "أنت ذكي"، "أنت جيد في حل المشكلات"، "أنت محبوب"، "انت تجعلني أضحك"، و"أنا أستمتع بوقتي معك". هذه الرسائل التي تقومي بإرسالها بشكل مستمر للطفل ستشكل مع الوقت شعور الطفل المتطور بثقته بنفسه.

 

كيف تساعدي الطفل...

  • أظهري الحب للطفل: قدمي له الكثير من الابتسامات والأحضان والقبلات.

  • احتفلي وافرحي باكتشافات وانجازات الطفل الصغيرة: مثلاً، عندما يعثر على وجهك خلف الوشاح، قولي له: "لقد وجدتِ ماما! لقد سحبت الوشاح واكتشفت أين أنا!"

 

  1. ساعدي الطفل ليصبح جيدًا في حل المشاكل

يمكنك تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال تقديم المساعدة لإنجاز مهمة معينة بدلاً من القيام بها نيابة عنه. لذا، عندما يواجه الطفل مشكلة ما حاولي عدم التدخل مباشرة، مثلاً محاولة وضع مكعب في فتحة الوعاء لا بأس في القليل من المساعدة لمنع الاحباط والشعور بالفشل (كما يُقال، لا ضير ولا ضرار.)

 

كيف تساعدي الطفل...

  • قدمي المساعدة عند الحاجة: ساعدي الطفل بشكل مباشر عند الحاجة، لا تجعلي الطفل يشعر بالاحباط اوالعجز والفشل، مثلاً دعمه أثناء محاولته الوقوف.

  • قدمي دعمًا من خلال الأنشطة والفعاليات: إعرضي على الطفل أنشطة تتحدى قدراته ولكن ضمن نطاق مهاراته الحالية. مثلاً، إذا تعلم الطفل كيفية الضغط على الأزرار لجعل الأشكال الهندسية تضيء في لعبة معينة، قدمي له لعبة جديدة تحتوي على طرق مختلفة لاضاءة المزيد من الاشكال الهندسية.

  • إظهري الدعم اللغوي والظاهر جسدياً: استخدمي كلمات مشجعة وتعبيرات وجه داعمة أثناء عمله على مهمة معينة، مثل: "مزبوط! عم تفتح غطاء العلب صح!" وشاركيه فرحة تحقيق النجاح "برافو عليك يا بطل!" صفقي له بحرارة.

 

  1. كوني نموذجًا لطفلك

ردود أفعالك تلعب دورًا كبيرًا في تعليم الطفل. الأطفال يتعلمون من خلال مراقبة وتقليد الأشخاص المهمين في حياتهم، وأنتِ (الام او الحاضنة) في المقام الأول. عندما تصطحبين الطفل إلى مكان جديد أو تقابلين شخصًا لأول مرة، يقوم الطفل بمراقبتك بتمعن ليرى كيف تتفاعلين. إذا كنتِ تبدين هادئة وواثقة وسعيدة، سيشعر بالأمان والثقة لأنكِ تنقلين للطفل بشكل مباشر شعورك ان هذا المكان أو الشخص آمن.

عند الوداع (الانفصال) مثلا عند ايصال الطفل صباحاً للحضانة، من المرجح أن يشعر الطفل بالأمان ويعتاد على البعد عنك إذا أعطيته حضنًا دافئًا وقلتِ له بحماس إنه سيقضي وقتًا ممتعًا. ولكن إذا لاحظ أنكِ قلقة أو حزينة أثناء الوداع، قد يشعر بالخوف أو القلق. الأطفال يستطيعون قراءة تعابير الوجه، نبرة الصوت، وحتى التوتر في لغة أجسام البالغين.

يمكنك أيضًا تعليم الطفل الثقة عندما تواجهين موقفًا صعبًا، مثل محاولة تجميع لعبة جديدة (البازل مثلاً او المكعبات). إذا رأى الطفل أنكِ تحافظين على هدوئك وتواصلين المحاولة، سيتعلم كيف يتعامل مع التحديات بنفس الطريقة.

 

كيف تساعدي الطفل...

  • انتبهي لردود أفعالك: تصرفي بطريقة تُظهر للطفل كيف يتعامل مع المواقف المختلفة بثقة وهدوء حتى عندما يواجه بعض المشاكل.

  • كوني مثالًا للثقة والإصرار: عندما تواجهين تحديًا، أظهري لطفلك كيفية التعامل معه بصبر وثبات، لأنه يتعلم منك.
     

 

  1. روتين الطفل اليومي

يساعد الروتين اليومي الأطفال بعمر مبكر على الشعور بالأمان والثقة والسيطرة على حياتهم. لذا، من المفيد أن تحدث الأنشطة اليومية في نفس الوقت وبنفس الطريقة قدر الإمكان. على سبيل المثال، بعد الاستحمام يأتي وقت القصة، ثم تهليلة النوم، وبعدها النوم. هذا الترتيب يعطي معرفة مسبقة للطفل عما سيحدث بعد ذلك، وبالتالي سيشعر بالراحة ويستطيع التركيز على اللعب والتعلم وبناء العلاقات دون قلق.

 

كيف تساعدي الطفل...

  • خططي للأوقات التي قد يختل فيها الروتين مسبقاً: هناك دائمًا أوقات قد يتغير فيها روتين الطفل، مثلاً عند زيارة منزل الأجداد. حاولي التخطيط مسبقًا لهذه المواقف للحفاظ على بعض الثبات. يمكنك إحضار أشياء مألوفة لطفلك مثل مريلة، ملعقة، أو لعبته المفضلة لتوفير بعض الراحة والطمأنينة للطفل، مما يجعل الاوقات التي قد تواجهي فيها بعض التحدي مثل الطعام والنوم أسهل وأكثر مرونة.

  • تقبلي أن بعض الأوقات قد تكون صعبة: قد تكون بعض الفترات، مثل وقت النوم، صعبة على الطفل حتى لو كنتِ تتبعين روتينًا لطيفاً وثابتًا. الانفصال الليلي يبدو صعبًا لأن الطفل يرى في الابتعاد عنكِ أمرًا موحشاً وحزيناً. حاولي أن تودعيه بطريقة إيجابية ومرحة، لأن الطفل يعتمد على رد فعلك ليعرف كيف يشعر. قد يساعد الطفل وجود بطانية مفضلة او دمية محشوة بقربه اثناء فترة النوم  ليشعر بالراحة والاطمئنان.

  • كوني مرنة: على الرغم من أهمية الروتين، لا تكوني صارمة! إذا كانت هناك لحظة خاصة مثل غروب شمس جميل، او عناق طويل من احد الوالدين او ربما بعض اللعب مع الحيوان الاليف فلا تترددي في اعطاء الطفل بضع دقائق اضافية . هذه اللحظات الخارجة عن الروتين هي التي تصنع الذكريات الجميلة لكِ وللطفل.

 

  1. دعِ الطفل يكرر الأنشطة مرارًا وتكرارًا

يحتاج الأطفال إلى ممارسة الأنشطة مرارًا وتكرارًا لاكتساب مهارات جديدة. فكّري في سعادة الطفل عندما يتمكن أخيرًا من إمساك الملعقة ووضعها في فمه بمفرده. التكرار هو الطريقة التي ينجح بها الأطفال، ويشعرون من خلاله بالثقة بالنفس بعد تجاوز التحديات.

 

كيف تساعدي الطفل...

  • تحلّي بالصبر: رغم أن التكرار قد يبدو مملًا للكبار، إلا أنه ممتع ومهم جدًا للأطفال. قد يستمتع الطفل بسماع نفس القصة او التهليلة أو اللعب بنفس الدمية لفترة طويلة. من المهم أن تتبعي إشارات طفلك وتنتظري حتى يُظهر رغبته في تجربة شيء جديد، مثل رمي اللعبة أو الابتعاد عنها أو إظهار علامات الملل.

  • قدّمي للطفل طرقًا جديدة لاستكشاف اهتماماته: إذا كان الطفل يحب فتح وإغلاق الأدراج، يمكنك إعطاؤه أشياء أخرى تمنحه نفس المتعة، مثل صندوق بغطاء قابل للفتح أو قماش يمكنه رفعه ليكتشف ما تحته. كلما استخدم الطفل مهاراته لاستكشاف أشياء جديدة، زاد فهمه للعالم من حوله.

     

 

اليكم، 12 نصيحة للاهل والحاضنات لدعم الاطفال في جيل مبكر على بناء ثقتهم بنفسهم
 

ساعدي الطفل على تطوير وعي ذاتي

   اجعلي الطفل يدرك نتائج أفعاله، مثلاً: "رتبت الألعاب في مكانها، أنا مبسوطة منك كتير. الآن لدينا وقت اكثر لقراءة قصة إضافية قبل النوم."

 

ساعدي الطفل على فهم كيف يتغير الشعور مع الوقت

استخدمي تعابير مثل: "تجربة الأشياء الجديدة قد تكون غريبة في البداية، وتحتاج إلى بعض الوقت للشعور بالراحة." أو "أنت تعبر عن غضبك او

حزنك بقوة، وأحيانًا يكون من الصعب التحكم بها." هذا يساعده على تطوير فهم أفضل لنفسه والتكيف مع المواقف الجديدة.

 

استخدمي اللغة لدعم الطفل

وجهي الطفل بأسئلة بسيطة، مثل: "هل تبحث عن قطعة ليغو كبيرة أم صغيرة ؟ ماذا لو جربت وضعت قطعت البازل بالاتجاه الاخر؟"

 

قدمي التوجيه بلطف

ساعدي الطفل بطريقة غير مباشرة، مثلاً قلب قطعة الليغو حتى يتمكن من تركيبها فوق القطعة الاخرى.

 

شجعي الخطوات الإيجابية

شجعي محاولات الطفل لإيجاد حلول، حتى لو كانت غير ناجحة، مثلاً: "لقد حاولت وضع قطعة الليغو في مكان مختلف، وهذا تقدم رائع."

احتفلي بالتقدم

إحتفلي مع الطفل بالتقدم الذي يحرزه، مثل قولك: "لقد وضعت قطعة الليغو بطريقة جميلة! لم يتبقَ سوى قطعتين."

 

ركزي على الجهد الذي يبذله الطفل أكثر من النتيجة

إمدحي جهود الطفل بدلاً من التركيز على النتائج، مثل: "لقد عملت بجد ولوقت طويل لبناء هذا البرج الكبير من قطع الليغو."

 

توثيق تقدم الطفل بصور

 التقطي صورًا له أثناء إنجازاته، مثل بناء برج صغير من الليغو ثم بناء برج أكبر، واحتفلي معه بتقدمه.

 

خططي لخطوات تدريجية لتجاوز تحديات الطفل

إذا كان الطفل مترددًا في تجربة أمر جديد، مثل تجربة الارجوحة، يمكنك البدء بالتأرجح بنفسك أولًا، ثم مساعدته تدريجيًا حتى يشعر بالثقة للقيام

بذلك بمفرده.

 

اظهري التعاطف عندما يواجه الطفل تحديات

علمي الطفل ان المحاولة جزء من التعلم، مثل قولك: "لقد حاولت سكب العصير بنفسك، وهذه خطوة جيدة! البعض منه انسكب على الطاولة وهذا طبيعي أثناء التعلم. دعنا ننظفه معًا."

 

كوني نموذجًا للإصرار والصبر

إظهري للطفل كيفية التعامل مع الصعوبات. اخبريه مثلاً: "هذا الغطاء صعب الفتح! الأمر مزعج، لكن سأحاول مرة أخرى." عندما تنجحي، أخبريه: "لقد نجحت لأنني لم أستسلم!"

 

كوني قدوة للطفل في المواقف الجديدة

 عندما تذهبي إلى مكان جديد أو تقابلي أشخاصًا جدد، أظهري لطفلك الهدوء والثقة، فهذا يعزز شعوره بالأمان ويجعله يشعر بالراحة.

 

بإمكانك كأم او حاضنة استخدام الطرق التي تم ذكرها كمقياس لمدى دعمك وتعزيزك لبناء وتطوير تقة الطفل 

 

ثلاث أنشطة من حياتنا اليومية لتعزيز ثقة الطفل بالنفس

 

اسمحي للطفل بإنجاز الامور بنفسه

أعطي الطفل الفرصة لتجربة مهارات جديدة بمفرده مثل اختيار وجبته الخفيفة من ضمن عدة خيارات صحية، او غسل وجهه أو جسده أثناء الاستحمام لوحده تحت إشرافك، أو اختيار ملابس التنزه او النوم أو تنظيف أسنانه مع مراقبة منك.

 

إتبعي رغبات الطفل واهتماماته

مثلاً عند التنزه مع الطفل، قد ترغبي في أن تريه شيئًا يثير اهتمامك، مثل فراشة على الزهرة، ولكنه قد يكون أكثر إهتماماً بمراقبة شاحنة القمامة. عندما تتبعي اهتمامات الطفل وتدعميه في استكشاف ما يجذبه، يشعر بأنه محبوب ومهم، مما يعزز ثقته بنفسه.

 

اجعلي الطفل يشعر بأنه جزء من العائلة من خلال تقديمه المساعدة

أعطي الطفل مهام بسيطة تتناسب مع عمره، مثل وضع الفراولة المقطعة في الطبق أو مساعدتك في جمع الغسيل داخل السلة. يمكنه أيضًا المساعدة في ترتيب المائدة بوضع الملاعق والمناديل. هذه المهام تعزز شعوره بالإنجاز وتزيد من ثقته بنفسه.
 

 

 

https://www.zerotothree.org/resource/developing-self-confidence-from-birth-to-12-months/

bottom of page