top of page
  • Black Facebook Icon
  • Black Instagram Icon

كيف يساهم احتواء البرنامج اليومي للحضانة على تدفق حر للفعاليات وأنشطة موجهة في بناء طفل متوازن؟

صزوة المقال.png

كيف يساهم احتواء البرنامج اليومي للحضانة على تدفق حر للفعاليات وأنشطة موجهة في بناء طفل متوازن؟

في السنوات الأولى من حياة الطفل، تُرسم ملامح شخصيته ومهاراته الأساسية التي تؤثر على بقية حياته. لذلك، يحتاج الطفل إلى بيئة حضانة متكاملة تجمع بين الحرية في التعلم والتنظيم والتوجيه، وذلك من خلال التوازن بين نوعين من الفعاليات: التدفق الحر للفعاليات والأنشطة الموجهة. حيث يشكل هذان النوعان من الأنشطة حجر الأساس في رحلة نمو الطفل السليم والمتوازن.

التدفق الحر للفعاليات: مساحة للإبداع والتعلم الذاتي

التدفق الحر للفعاليات يتيح للأطفال فرصة استكشاف العالم من حولهم دون قيود أو تعليمات صارمة، وهو ما يشجعهم على الاعتماد على أنفسهم في التعلم. خلال هذه الفعاليات، يختار الطفل ما يرغب بفعله وكيف يفعله، ما يعزز قدرته على اتخاذ القرارات وتنمية الثقة بالنفس. بالإضافة لذلك، يُساعد التدفق الحر على تنمية مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي من خلال اللعب الجماعي، حيث يتعلم الطفل تبادل الأدوار، التفاوض، وحل الخلافات بطرق سلمية. وهذا النوع من التعلم يعزز قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية، ويشجعه على الإبداع والابتكار.

الأنشطة الموجهة: تعليم منظم لتنمية مهارات محددة

تُعتبر الأنشطة الموجهة نقطة التقاء الطفل بالمعرفة المنظمة، حيث تقدم له إطارًا واضحًا يساعده على اكتساب مهارات محددة مثل تطوير اللغة، الحساب، التفكير المنطقي، والمهارات الحركية الدقيقة. تحت إشراف الحاضنة، يتعلم الأطفال الانضباط والالتزام، ويطورون القدرة على التركيز والعمل الجماعي. كما تتيح هذه الأنشطة فرصًا لبناء عادات دراسية سليمة، والاستعداد للانتقال إلى المراحل التعليمية القادمة بثقة واستعداد. فوجود نشاطات موجهة ضمن البرنامج اليومي لا يعني تقييد الطفل، بل هو دعم لتوجيه طاقاته بشكل بنّاء.


تقدم الأنشطة الموجهة فرصًا لتعليم مهارات معينة ضمن إطار زمني واضح. مثلاً، يمكن للحاضنة تنظيم جلسات قصيرة لتعليم الالوان والأرقام من خلال ألعاب تعليمية أو أغاني، أو تنفيذ نشاطات حركية لتحسين التوازن والتنسيق مثل التمارين الرياضية او الرقصات التي تقودها الحاضنة. خلال هذه الأنشطة، يتعلم الأطفال الانضباط والتركيز، بالإضافة إلى مهارات التعاون والالتزام بقواعد المجموعة.

توازن البرنامج اليومي بين التدفق الحر للفعاليات والأنشطة الموجهة: مفتاح النجاح في الحضانة

يكمن سر بيئة الحضانة الناجحة في إيجاد توازن بين التدفق الحر للفعاليات والأنشطة الموجهة خلال البرنامج اليومي. فكل منهما يكمل الآخر ويساهم في تنمية الطفل على أكثر من مستوى. عندما يجد الطفل مساحة للتعبير الحر والاستكشاف، يتم تحفيز فضوله وتتطور قدراته الذهنية والاجتماعية. وفي الوقت ذاته، تمنحه الأنشطة الموجهة الأدوات والمهارات التي يحتاجها ليواجه تحديات التعلم والاندماج في المجتمع التعليمي. هذا التوازن يضمن نموًا متكاملاً يعزز من تطور الدماغ والمهارات الشخصية والاجتماعية للطفل.


يمكن للحاضنات خلق توازن فعّال بين التدفق الحر للفعاليات والأنشطة الموجهة من خلال ترتيب الجدول اليومي بشكل يتيح وقتًا كافيًا لكل منهما. فمثلاً، بعد فترة من التدفق الحر في الزوايا مثلاً زاوية البناء، يمكن دعوة الأطفال للانضمام إلى نشاط موجه يرتبط بما قاموا به خلال اللعب الحر. على سبيل المثال: إذا لاحظت الحاضنة أن الأطفال اهتموا خلال التدفق الحر ببناء أبراج من المكعبات، يمكنها بعد ذلك تنظيم نشاط جماعي موجه يُطلب فيه من الأطفال بناء بيتًا من المكعبات لأحد الحيوانات، مع مناقشة خصائص هذا الحيوان ومكان سكنه.

توصية للمربيات في الحضانات

من المهم أن تدرك الحاضنة أن التوازن بين التدفق الحر والأنشطة الموجهة ليس فقط ضروريًا لنمو الطفل، بل أيضًا يُسهم في تعزيز استقلاليته وثقته بنفسه. لذا يُنصح بتخطيط الجدول اليومي بشكل مرن، مع متابعة وتقييم دقيق لاهتمامات الأطفال وتطورهم، وتحويل هذه الملاحظات إلى فرص تعلم. كل لحظة لعب يمكن أن تتحول إلى تجربة تعليمية غنية، إذا توفرت بيئة مشجعة، ومربية مرنة تستجيب لفضول الأطفال وتوجههم بشكل إيجابي وفعال.

المصدر:
يستند هذا المقال إلى تقرير منظمة اليونيسف "التعلم من خلال اللعب"، الذي يؤكد على أهمية دمج التدفق الحر للفعاليات مع الأنشطة الموجهة لتنمية مهارات الطفولة المبكرة بشكل متوازن.
https://www.unicef.org/sites/default/files/2018-12/UNICEF-Lego-Foundation-Learning-through-Play.pdf

a mothe kissing her baby

الاشتراك في مجموعة الفيسبوك
فقط للحاضنات والعاملين في اطر الطفولة المبكرة

© 2023 by Sherine Jaber. MATI © Copyright™ 

bottom of page