top of page

تأثير تهاليل المهد على الجهاز العصبي والعاطفي للأطفال: دراسة من Frontiers in Psychology (2019)

woman-spending-time-with-child-after-breast-feeding.jpg

تأثير تهاليل المهد على الجهاز العصبي والعاطفي للأطفال: دراسة من Frontiers in Psychology (2019)

تهاليل المهد هي أناشيد تُغنى للأطفال بهدف تهدئتهم ومساعدتهم على النوم. هذه الأغاني ليست مجرد وسيلة تقليدية للتسلية، بل تملك تأثيرات عميقة على تطور الأطفال، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة. إحدى الدراسات الهامة التي نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology  عام 2019 تناولت دور تهاليل المهد في تحسين جودة النوم وتعزيز الترابط العاطفي بين الطفل والاهل او المربية، بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على الجهاز العصبي للأطفال.

هذه الدراسة تبرز كيف يمكن لتهاليل المهد أن تُساهم في نمو الطفل العاطفي واللغوي، مما يجعلها أداة قوية ومؤثرة يمكن استخدامها في لبيت والحضانة لتحسين تطور الأطفال بشكل شامل.

التأثير على الجهاز العصبي للأطفال

تهاليل المهد تعمل على تحفيز الجهاز العصبي اللاودي (Parasympathetic Nervous System)، المسؤول عن توفير الراحة والاسترخاء. عند الاستماع إلى الأغاني الهادئة ذات الإيقاع المنتظم، يعزز ذلك قدرة الطفل على الاسترخاء، مما يُسهم في نوم هادئ وعميق.
كما توضح الدراسة المنشورة في Frontiers in Psychology، فإن هذه الأغاني البسيطة تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق لدى الأطفال من خلال تحفيز إفراز هرمون الأوكسيتوسين، الذي يُعتبر "هرمون الحب" المسؤول عن تعزيز الشعور بالأمان والتعلق العاطفي. إضافة إلى ذلك، يُحفّز غناء تهاليل المهد إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون يساعد على تنظيم دورة النوم لدى الطفل.

بإمكانكن كحاضنات الاستفادة من تهاليل المهد خلال فترة الراحة أو قبل النوم لتعزيز الاسترخاء وتحسين نوعية نوم الأطفال، مما يعزز صحتهم الجسدية والعقلية على المدى الطويل.

التأثير العاطفي والاجتماعي على الطفل

عندما نقومي بإنشاد تهاليل المهد للأطفال في الحضانة، فإنكِ لا تقدمين لهم مجرد أغاني جميلة، بل تُسهمين في بناء علاقة عاطفية قوية معهم. الاستماع إلى الصوت الدافئ للأم أو المربية يعزز الشعور بالأمان ويُسهم في تقوية الروابط بينكم. هذه العلاقة العاطفية تعتبر أساسًا مهمًا في تطوير الشعور بالثقة لدى الطفل، وهو أمر ضروري في مرحلة الطفولة المبكرة.
أظهرت الدراسة أن العلاقة بين الصوت الهادئ للأم أو المربية يحفز إفراز الأوكسيتوسين عند الاطفال، مما يساعد في تعزيز الترابط الاجتماعي لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.

تحسين جودة النوم لدى الأطفال

يُعتبر النوم الجيد أحد العوامل الأساسية في نمو وتطور الأطفال في المراحل المبكرة. تهاليل المهد تُسهم بشكل ملحوظ في تحسين نوعية النوم، وهو ما أشارت إليه الدراسة التي نُشرت في Frontiers in Psychology. الأغاني ذات الإيقاع الهادئ تُساعد الأطفال على الدخول في مرحلة النوم العميق بشكل أسرع، مما يعزز صحتهم العامة ويحسن ذاكرتهم وتركيزهم في مراحل لاحقة من حياتهم.
النوم الجيد يعد أمرًا ضروريًا لتحفيز النمو المعرفي والبدني لدى الأطفال. إذ يساعد الاستماع إلى تهاليل المهد على تنظيم أنماط النوم وتقليل الاستيقاظ الليلي، مما يُسهم في تعزيز النمو العقلي والبدني للطفل.

في بيئة الحضانة، يمكن للحاضنات استخدام هذه الأغاني كجزء من روتين النوم اليومي لتحسين جودة النوم لدى الأطفال، وبالتالي مساعدتهم على الاستيقاظ أكثر نشاطًا وحيوية.

كيف يمكن للحاضنات الاستفادة من تهاليل المهد؟

إذا كنتِ حاضنة وتبحثين عن طرق مبتكرة لتعزيز نمو الأطفال في بيئة الحضانة، فإن تهاليل المهد هي أداة فعّالة يمكنكِ الاستفادة منها. إليكِ بعض النصائح لاستخدام تهاليل المهد بشكل فعّال في الحضانة:

  • تحديد وقت محدد للاستماع للأغاني: قومي بتخصيص وقت يومي للغناء للأطفال قبل النوم أو خلال أوقات الراحة. الإيقاع المتكرر يساعد الأطفال على الاسترخاء ويدعم روتينهم اليومي.

  • استخدام الأغاني المتنوعة: يفضل تنويع الأغاني بحيث تحتوي على كلمات بسيطة وألحان مريحة، مما يساعد الأطفال على التعرف على الألوان والأشكال والأرقام بطريقة غير مباشرة.

  • التفاعل مع الأطفال: عندما تقومين بغناء تهاليل المهد، قومي بالتفاعل مع الأطفال من خلال حركات يدوية أو هدهدة، مما يُحسّن من تأثير هذه الأغاني على تطور الأطفال الحركي والعاطفي.

 

خاتمة

من خلال الدراسة التي نُشرت في Frontiers in Psychology عام 2019، يتضح أن تهاليل المهد ليست مجرد وسيلة لتهدئة الأطفال، بل هي أداة تربوية فعّالة تُسهم في تحسين النمو العصبي والعاطفي للأطفال في مراحلهم المبكرة. يمكن للحاضنات الاستفادة من هذه الأغاني بشكل كبير في بيئة الحضانة لتعزيز التطور الشامل للأطفال، سواء من الناحية العاطفية أو اللغوية أو المعرفية.

بالاستفادة من هذه الأغاني، تُسهمين في تعزيز الترابط العاطفي مع الأطفال وتحسين جودة نومهم، مما ينعكس بشكل إيجابي على تطورهم الصحي والعقلي.

المصدر:

  • Frontiers in Psychology (2019) -  دراسة منشورة في مجلة Frontiers in Psychology عام 2019، التي تناولت تأثير تهاليل المهد على الجهاز العصبي والعاطفي للأطفال. الدراسة أكدت دور هذه الأغاني في تحسين جودة النوم وتعزيز الترابط الاجتماعي بين الطفل والمربي.
    www.frontiersin.org

a mothe kissing her baby

الاشتراك في مجموعة الفيسبوك
فقط للحاضنات والعاملين في اطر الطفولة المبكرة

© 2023 by Sherine Jaber. MATI © Copyright™ 

bottom of page