تهيئة الطفل للانتقال إلى الحضانة

تهيئة الطفل للانتقال إلى الحضانة
الاستعداد للذهاب إلى الحضانة
نتناول هنا ما يمكن فعله لدعم الطفل في المرحلة التمهيدية التي تسبق انتقاله إلى الحضانة، بحيث يكون التغيير الأول أكثر سلاسة ويسرًا.
يُعَدّ الانتقال إلى الحضانة خطوة نمائية كبيرة، تمثل تغييرًا في النظام اليومي (daily routine) للطفل الصغير. فهناك خبرات جديدة سيتعلمها، وقوانين ينبغي الالتزام بها، إلى جانب تكوين صداقات جديدة أو تجديد صداقات سابقة، وخوض مغامرات متنوعة.
ورغم ذلك، قد يشعر الطفل – وربما الأهل أيضًا – بالتوتر والقلق حيال هذا التغيير. لكن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تسهيل هذه المرحلة الانتقالية.
-
اللعب التمثيلي (Role Play)
لمساعدة الطفل على التكيف مع فكرة الحضانة، يمكن اللجوء إلى اللعب الرمزي أو التمثيلي. يمكن مثلاً تمثيل مواقف يومية مثل: تبادل التحية عند الوداع واللقاء مجددًا، أو محاكاة خلع المعطف وتعليقه وارتدائه مرة أخرى، أو الإجابة عن النداء عند تسجيل الحضور. من المفيد أيضًا إشراك أفراد العائلة – أو حتى الحيوانات الأليفة – في هذا التمثيل.
كما يمكن ممارسة أنشطة مثل الجلوس بهدوء، أو التمدد لأخذ قيلولة، أو قراءة القصص وغناء الأناشيد المألوفة، إذ يُسهم ذلك في تعزيز الأمان النفسي والارتباط الإيجابي بالروتين الجديد.
-
الاستعانة بالكتب المصوّرة
قراءة قصص تُظهر كيف يتكيف الأطفال الآخرون مع الحضانة تعتبر وسيلة فعّالة جداً. الأطفال يميلون إلى تكرار نفس القصة مرات عديدة، يمكن خلال القراءة مناقشة مشاعر الشخصيات وربطها بتجربة الطفل.
-
المهارات الحياتية الأساسية
إتقان الطفل لبعض المهارات العملية – أو ممارستها مسبقًا – يسهّل عملية اندماجه. مثلاً: تعليق المعطف، حمل الحقيبة، إخراج علبة الطعام، أو ربط الحذاء. يمكن تحفيزه عبر ألعاب تنافسية صغيرة تُضفي جوًا من المرح على التعلم.
-
الإصغاء للمخاوف والانفعالات
من الطبيعي أن يُبدي الطفل قلق الانفصال (Separation Anxiety) عند البدء بالحضانة. من المهم الإصغاء لتساؤلاته ومخاوفه: مثل طبيعة المربية أو ضمان حضور الأهل لاصطحابه في نهاية اليوم. يجب تشجيعه على التعبير عن مشاعره، وطمأنته بأن الخوف أمر طبيعي يمرّ به العديد من الأطفال.
-
الانتباه للرسائل غير اللفظية
قد لا يتمكن الطفل من التعبير اللغوي عن قلقه بشكل كامل، لذا ينبغي ملاحظة المؤشرات السلوكية غير المباشرة: مثل التعلق الزائد، الانسحاب الاجتماعي، أو السلوك العدواني. أحيانًا يظهر التراجع النمائي (Regression) كعودة الطفل إلى سلوكيات تجاوزها سابقًا (مثل البول اللاارادي أو طلب المساعدة في اللبس أو الطعام). من المهم التعامل مع هذه المظاهر بصبر ودون تضخيمها، إذ غالبًا ما تكون مؤقتة.
-
العدّ التنازلي لليوم الأول
قبل أسبوع أو أكثر من موعد البدء، يُنصح بضبط إيقاع النوم والاستيقاظ بما يتناسب مع الروتين الجديد. النوم الجيد ليلة اليوم الأول ضروري، لكن من الأفضل الحفاظ على الجو طبيعيًا وهادئًا دون إفراط في التذكير أو التوتر.
-
وداع إيجابي
في اليوم الأول، يُفضل تطبيق "تمرين الوداع" الذي اعتاد عليه الطفل مسبقًا. ينبغي أن يكون الوداع إيجابيًا، مع تجنّب العودة أو التردّد بعد الخروج، لأن ذلك يعزز شعور الطفل بأن وجود الوالد شرط للأمان والإطمئنان. علينا التأكد ان الطاقم التربوي مدرّب على هذه المواقف، وسيعمل على تسهيل عملية الانتقال للطفل وللوالدين.
-
خطوة نمائية كبرى
قد يكون الانفصال صعبًا على الأهل والطفل، أو قد يكون خطوة مثيرة للحماس، أو مزيجًا بين الاثنين. أياً كانت المشاعر، فإن نجاح الطفل في التكيف يعتمد على الدعم الأسري، والرعاية، والتشجيع، والتحلّي بالصبر.
هذه المقترحات ليست وصفة إلزامية، بل إرشادات عامة. فقد يتكيف بعض الأطفال بسرعة وبدون صعوبات، بينما يحتاج آخرون لمزيد من الدعم. المهم أن تتم التهيئة بروح هادئة وبعيدة عن التوتر، حتى ينظر الطفل إلى الحضانة كتجربة إيجابية ومشوقة، لا كمصدر قلق.
المصدر:
https://www.brighthorizons.co.uk/family-zone/family-resources/additional-resources/work-and-young-children/preparing-for-nursery



