top of page
  • Black Facebook Icon
  • Black Instagram Icon

قلق الانفصال عند الرُّضَّع وعلاقته بالانتقال الى حضانة جديدة

111111.png

قلق الانفصال عند الرُّضَّع وعلاقته بالانتقال الى حضانة جديدة

يُعَدّ قلق الانفصال مرحلة طبيعية في نمو الأطفال الرُّضَّع والصغار. فقد يبكي طفلك ويتشبث بك عندما تحاولين مغادرة المكان، لكنه سيصبح أكثر ارتياحًا مع مسألة الانفصال عادةً مع بلوغه سن الثالثة تقريبًا. أما إذا استمر هذا القلق بعد هذا العمر وبدأ يتعارض مع حياته اليومية، فقد يكون ذلك مؤشرًا على اضطراب قلق الانفصال.

ما هو قلق الانفصال عند الأطفال الرُّضَّع؟

قلق الانفصال هو عندما يبكي الرضيع أو الطفل أو ينزعج عند مغادرتك المكان. وهي مرحلة طبيعية من مراحل النمو تبدأ عادةً بين عمر 6 إلى 12 شهرًا وتختفي غالبًا مع بلوغ الطفل نحو 3 سنوات.

يحدث هذا لأن الطفل في سن مبكرة لا يفهم أن الأشياء أو الأشخاص ما زالوا موجودين حتى لو لم يراهم. لكن مع تقدمه في العمر يبدأ بإدراك أن غيابك مؤقت وأنك ستعودين.

ورغم أن محاولتك إبعاد طفلك المتشبث بك عند مغادرتك للعمل قد تفقدك الصبر، تذكري أن هذه مرحلة طبيعية، وهي في الحقيقة علامة على أن هناك رابطة قوية بينكما. يحتاج الأمر فقط لبعض الوقت حتى يتجاوز الطفل هذه المرحلة.

من المهم معرفة أن قلق الانفصال يختلف عن قلق مواجهة الغرباء، رغم تشابههما. فالأخير هو شعور الطفل بالخوف أو عدم الارتياح من الأشخاص الغرباء، وهو أيضًا جزء طبيعي من النمو.

كيف يبدو قلق الانفصال عند الأطفال؟

قد يظهر قلق الانفصال عند الرضع والأطفال الصغار في صور مثل:

  • البكاء أو الانزعاج عند ذهابك إلى غرفة أخرى أو خروجك من مجال رؤيتهم.

  • الصراخ أو نوبات الغضب عند مغادرتك.

  • التشبث بك ورفض تركك.

  • البكاء عند تركه في الحضانة أو بيت شخص آخر.

  • الرغبة في وجودك بجانبه عند النوم.

عادةً تختفي هذه السلوكيات مع بلوغ الطفل سن 2 إلى 3 سنوات. لكن كل طفل يختلف عن الآخر، وقد يحتاج بعض الأطفال وقتًا أطول لتجاوز هذه المرحلة

متى يُعَدّ قلق الانفصال غير طبيعي؟

يُعَدّ قلق الانفصال غير طبيعي إذا استمر بعد دخول الطفل الروضة، وخاصة إذا أثّر على قدرته في الذهاب إلى المدرسة أو البقاء فيها.

فإذا استمر القلق بشكل يتجاوز عمر 3 سنوات، فقد يكون ذلك علامة على اضطراب قلق الانفصال، وهو ضيق لا يتناسب مع عمر الطفل وقد يؤثر على صحته النفسية والاجتماعية.

من الطبيعي أن يمر الأطفال بلحظات قصيرة من القلق عند مواجهة مواقف جديدة، مثل أول يوم في حاضنة جديدة. قد يبكي الطفل أو يتشبث بك لكنه يتأقلم غالبًا خلال يوم أو يومين. أما إذا استمرت هذه السلوكيات يومًا بعد يوم وأسبوعًا بعد أسبوع، فقد يكون ذلك مؤشرًا على اضطراب قلق الانفصال.

إذا تجاوز طفلك عمر 3 سنوات ولا يزال يعاني من ضيق شديد عند الانفصال، من الأفضل مراجعة طبيب الأطفال وإخباره بما تلاحظينه، بما في ذلك ما يقوله الطفل عند الحديث عن الانفصال.

لماذا يبكي طفلي كلما غادرت؟

يحدث قلق الانفصال لأن الطفل يشعر بعدم الأمان عند ابتعادك عنه. فالرضع والأطفال يعتمدون على الحاضنات ليشعروا بالأمان. كما أنهم لا يدركون بعد مفهوم دوام وجود الشيء (Object permanence)، أي أن الأشخاص والأشياء ما زالوا موجودين حتى لو لم يروهم أو يسمعوهم. لذلك يشعر الطفل بعدم الأمان عند غيابك ولا يستوعب أنك ستعودين.

كيف أتعامل مع قلق الانفصال؟

يمكنك التخفيف من قلق الانفصال عبر خطوات بسيطة مثل:

  • جعل لحظة الوداع قصيرة ولطيفة.

  • اتباع روتين ثابت وواضح في المغادرة والعودة.

  • طمأنة الطفل بأنك ستعودين في وقت محدد (بأسلوب يفهمه مثل: بس تخلص لعب الساحة بدل على الساعة 4 مساءً).

  • كما يمكنك مساعدة طفلك على التدرج في الاعتياد على الانفصال عبر:

  • تسهيل الانتقال لحضانة جديدة: اجلسي مع الطفل والمربية الجديدة لبعض الوقت قبل تركهما معًا.

  • التجارب القصيرة: اتركي الطفل مع المربية لمدة ساعة أو ساعتين فقط كبداية، حتى لو لم يكن لديك التزام. هذا يمنحك وقتًا لنفسك ويساعد الطفل على التدرج في التكيف.

  • الالتزام بالروتين: عندما تلتزمين بما تقولينه عن موعد العودة، ينمّي الطفل الثقة بأنك ستعودين فعلًا، مما يقلل من قلقه.
     

رؤية طفلك في حالة ضيق او قلق قد تكون مؤلمة، والأصعب أنك قد تشعرين بأنك السبب. لكن تذكري: قلق الانفصال أمر طبيعي. البكاء والتشبث سلوكيات طبيعية عند الرضع والأطفال، ولا ينبغي أن تشعري بالذنب عند مغادرتك للعمل أو حتى للاستحمام. فطفلك سيهدأ بعد فترة قصيرة وسيتعوّد تدريجيًا على ذهابك وعودتك.

أما إذا كان طفلك في سن الروضة أو أكبر ويشعر بالضيق باستمرار عند الانفصال، فتحدثي مع طبيب الأطفال. فقد يكون ذلك مؤشرًا على اضطراب قلق الانفصال، وهو حالة يمكن علاجها والتحسن منها مع الوقت.

a mothe kissing her baby

الاشتراك في مجموعة الفيسبوك
فقط للحاضنات والعاملين في اطر الطفولة المبكرة

© 2023 by Sherine Jaber. MATI © Copyright™ 

bottom of page