لماذا تُعد سرد القصص مهمًا في التعليم المبكر للأطفال؟

​

يُعد سرد القصص أحد أقدم أشكال التواصل بين البشر، حيث يستخدم لمشاركة التجارب وفهم الآخرين والترفيه. كما يمكن أن يكون أداة تعليمية قوية، لا سيما في مرحلة التعليم المبكر للأطفال.

تمتلك القصص القدرة على ربط الاطفال بالمحتوى بطريقة أكثر قربًا وملاءمة لتجاربهم. كما أنها تقدم نهجًا ممتعًا وجذابًا للتعلم، لا يتطلب أكثر من سرد جيد مرتبط بأهدافك التعليمية وتربوية. وتعمل القصص أيضًا بتوافق مع التعلم القائم على اللعب.

فلماذا يُعد سرد القصص مهمًا في التعليم المبكر للأطفال؟ دعونا نلقي نظرة على أهمية القصص في الحضانة واستخدام التعلم القائم على القصص كأداة تعليمية.

​

ما هو التعلم القائم على القصص؟
التعلم القائم على القصص هو نهج تعليمي يدمج السرد القصصي ضمن عملية التعلم. الفكرة الأساسية هي أنه عندما تُقدَّم المعلومات ضمن قصة مشوقة، يتفاعل الاطفال مع هذه المعلومات على مستوى أعمق.

مستوى أعلى من التفاعل يؤدي إلى فهم أفضل، واحتفاظ أكبر بالمعلومات، وتطبيق أكثر فعالية للمعرفة الجديدة. كما تجعل القصص التعلم أكثر متعة، وأي نهج يجعل التعلم ممتعًا من المرجح أن يكون أداة تعليمية فعالة.

​

أهمية سرد القصص في مرحلة الطفولة المبكرة
يُعد سرد القصص مهمًا في مرحلة الطفولة المبكرة لأنه يشرك الأطفال، ويعزز تطوير اللغة لديهم، ويحفز خيالهم. من خلال القصص، يمكن للأطفال استكشاف مشاعرهم، والتعرف على عوالم وأفكار جديدة، وتنمية شغفهم بالتعلم.

​

أهم 8 فوائد لسرد القصص في التعليم المبكر للأطفال
تتجاوز فوائد سرد القصص مجرد الجذب والانخراط، رغم أن هذا بحد ذاته ميزة كبيرة. فيما يلي أبرز فوائد سرد القصص لاطفال الحضانة:

1.     يدعم سرد القصص التطور الإدراكي.
تقدم القصص مجموعة من الفوائد العقلية للأطفال الصغار. فهي تحفز الخيال عندما يتخيل الاطفال ما يرونه ويسمعونه، وتعزز مهارات الذاكرة، وتضع أساسًا للعمليات الإدراكية الأكثر تعقيدًا لاحقًا.

​

2.     القصص مقدمة للمهارات القرائية المبكرة.
من خلال التعرض للغة غنية ومناسبة وبُنى الحبكة في القصص، يمكن للأطفال توسيع مفرداتهم، وتحسين فهمهم السمعي، والبدء في تطوير مهارات القراءة المبكرة. وهذا لا يدعم اكتساب اللغة فحسب، بل يبني أيضًا أساس حب القراءة.

​

3.     يمكن للقصص تعليم الأطفال عن أنفسهم.
يمكن استخدام سرد القصص كأداة للتعلم الاجتماعي والعاطفي. فالقصص التي تستكشف المشاعر المعقدة والديناميات الاجتماعية وموضوعات مثل التعاطف والمرونة والوعي بالذات يمكن أن تدعم الذكاء العاطفي للأطفال.

​

4.     يشجع سرد القصص على الإبداع والخيال.
الأطفال الذين يسمعون ويرون القصص قادرون على استخدام فضولهم الفطري لتصور العوالم وتخيل ما يفكرون فيه. هذه طريقة ممتازة لتعزيز التفكير الإبداعي لديهم وتطوير مهارات قد تدعم الابتكار والتعلم القائم على المشاريع في المراحل التعليمية لاحقًا.

​

5.     يمكن للقصص تعزيز الفهم الثقافي.
القصص المتنوعة تعرف الاطفال على تقاليد وثقافات ووجهات نظر جديدة قد لا يكونون تعرضوا لها من قبل. وهذا يمكن أن يعزز التعاطف والاحترام والتقدير للاختلافات بين الاطفال.

​

6.     يمكن لسرد القصص الجماعي تحسين المهارات الاجتماعية.
بالإضافة للجوانب العاطفية والاجتماعية لسرد القصص، يمكن للنشاط الجماعي أن يعزز التعاون والتواصل والعمل الجماعي. يحتاج الاطفال إلى استخدام مهارات مثل الاستماع الفعّال، وتناوب الأدوار، والمشاركة للمشاركة بفاعلية.

​

7.     سرد القصص هو تعلم نشط.
القصص التي تشرك الاطفال توفر نهجًا أكثر نشاطًا للتعلم. يمكن تعزيز التواصل مع الاطفال بشكل أعمق من خلال النقاشات التي يقودها الاطفال أو إعادة سرد القصص باستخدام وسائل مساعدة بصرية أو أدوات داعمة للتعلم، مع جعل القصص متاحة لجميع الاطفال.

​

8.     سرد القصص يجعل التعلم أسهل وأكثر متعة!
تسمح القصص الجذابة للاطفال بتطوير مهارات التركيز وخلق روابط أعمق مع المحتوى الجديد. القصص القريبة من اهتمامات الاطفال تُعد مقدمة أقوى للقراءة ونهج التعلم القائم على القصص.

نصيحتنا لك من ماطي:
اجعلي القصص جزءًا يوميًا من حياة الأطفال في الحضانة. فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة لتطوير اللغة، تنمية الخيال، تعزيز الذكاء العاطفي والاجتماعي، وغرس حب التعلم منذ الصغر. اختاري قصصًا مشوقة وملائمة لأعمارهم، وشاركيهم الحوار حولها، لتجعل تجربة التعلم ممتعة وفعّالة في آن واحد.


https://blog.acceleratelearning.com/why-is-storytelling-important-in-early-childhood-education