كيف يستفيد الأطفال من اللعب الحسي
كيف يستفيد الأطفال من اللعب الحسي
اللعب الحسي يمثل نوعًا من الأنشطة التي تشمل تفاعل الطفل مع البيئة باستخدام حواسه الخمسة. يلعب هذا النوع من الأنشطة دورًا بارزًا في تنمية الأطفال، حيث يسهم في تفعيل الطفل مع العالم من حوله. يُسهم اللعب الحسي في تطوير المهارات اللغوية والحركية للطفل، ولا يقتصر تأثيره على تحفيز الحواس الخمسة فقط، بل يعزز أيضًا الفضول والاستكشاف، ويسهم في تنمية قدرته على حل المشكلات.
تفاعل الطفل مع البيئة من خلال اللعب الحسي يساعده على تطوير الوعي بالمحيط وتكوين روابط قوية مع العالم من حوله. كما يمكن للأطفال أن يكتسبوا مهارات لغوية جديدة من خلال التفاعل مع الأشياء والتعبير عن تجاربهم. هذا النوع من اللعب يعزز النمو الشامل للطفل، حيث يشجعه على استكشاف العالم بشكل نشط ويساهم في تطويره الشخصي والاجتماعي.
إليك ما يجب أن تعرفه حول اللعب الحسي ودوره في تطور طفلك:
ما هو اللعب الحسي؟
اللعب الحسي يشمل أي نشاط يشغل إحدى أو أكثر من حواس الطفل، مما يساعده في فهم العالم من حوله. منذ اليوم الأول لولادتهم، يكون للأطفال غريزة طبيعية لاستكشاف العالم من خلال حواسهم. يتمثل هذا في لمس الاغراض ووضعها في أفواههم، واستنشاق الروائح، والاستماع إلى الأصوات، وحتى تذوق الأشياء.
الأطفال الصغار يظهرون اهتمامًا متزايدًا بتجربة العالم من خلال تفاعلهم مع محيطهم. يبدأون بلمس الأشياء بيديهم، ويضعونها في أفواههم لتجربة ملمسها وطعمها. يصدرون أصواتًا طريفة، يستمعون إلى الأصوات حولهم، ويستمرون في تكرار تجاربهم مع حركاتهم، مما يساعد في تطوير حواسهم وفهم العلاقة بين جسمهم والبيئة.
حركاتهم المتكرره، مثل دوران الاطفال حتى يشعروا بالدوار ثم يسقطون ويقومون بالوقوف، تعكس استكشافًا نشطًا وتجربة مختلفة للحواس. يعتبر اللعب الحسي جزءًا أساسيًا من نمو الطفل، حيث يساهم في تطوير حواسه وفهمه العميق للعالم من حوله.
فوائد اللعب الحسي
هناك فئات معينة من الأطفال، مثل الأطفال ذوي التوحد أو الذين يعانون من اضطرابات التكامل الحسي، والذين يواجهون تحديات في فهم وتنظيم جميع الحوافز الواردة إليهم من خلال حواسهم. ومع ذلك، عندما نتحدث عن اللعب الحسي، لا يكون ذلك محصورًا فقط على الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التكامل الحسي، بل يمكن لجميع الأطفال الاستفادة من تفعيل حواسهم.
إليك بعض الفوائد الرئيسية للعب الحسي:
1- تعزيز التفكير المستقل
2-مساعدة الأطفال في فهم السبب والنتيجة
3- تشجيع تطوير المهارات الحركية الدقيقة
4- تعزيز مهارات الذاكرة والمراقبة والتذكر
5- تعزيز المهارات العقلية
6- تشجيع تطور اللغة
7- تشجيع على الإبداع والاستكشاف
كيفية دمج اللعب الحسي في حياة طفلك اليومية
عندما يسمع بعض الناس عبارة "اللعب الحسي"، يفكرون في ألعاب معينة يمكن أن تساعد في تيسير هذا النوع من االلعب. وفي حين أن هذه الألعاب بالحقيقة متاحة، حيث يمكنك دمج اللعب الحسي في حياة طفلك اليومية. إليك كيف:
1- يجب أن يشمل اللعب الحسي جميع الحواس
الاستكشاف الحسي يُعتبر وسيلة لطفلك لاستكشاف واستنباط فهمه للعالم من حوله. يُعتبر اللعب الحسي أكثر من مجرد التفاعل مع مواد مثل الرمل والماء أو الصلصال، وليس مقتصرًا على اللمس فقط. حيث يمتد إلى تجارب تشمل الحواس الأخرى.
على سبيل المثال، شم رائحة الخل الحادة في تجربة علمية تعزز حاسة الشم، وتلوين الرسم بألوان الماء يعزز حاسة البصر. وفي الوقت نفسه، يمكن لصوت كوب الماء عندما يُقرع المساهمة في تحفيز حاسة السمع. وتجربة تذوق أنواع مختلفة من الفاكهة يعزز حاسة التذوق. ابحث عن فرص يومية تتيح لطفلك استخدام حواسه في الأنشطة المتنوعة.
2- يشجع اللعب الحسي على تطوير اللغة
اللعب بأنواع مختلفة من الأقمشة والنكهات والأشياء يمكن أن يساعد الاطفال في بناء طرق جديدة للتعبير عن العالم من حولهم. اطلب منهم وصف ما يرونه أو يتذوقونه أو يشمونه أو يسمعونه أو يلمسونه.
على سبيل المثال، يمكن للشجرة في الحديقة أن لا تكون مجرد شجرة، بل تكون شتلة ذات لحاء ناعم أو شجرة صنوبر ذات لحاء خشن ورائحة صنوبر حادة. وبالمثل، الماء ليس مجرد رطب، بل يمكن أن يكون خشنًا عند وجود أمواج، أو زلقًا بفعل الفقاقيع، أو باردًا وشفافًا عند التجميد.
النكهات أيضًا يمكن أن تعزز مهارات لغة طفلك. بدلاً من طلب المكرونة والجبنة، يمكن للطفل تعلم وصف تفضيلاته بكلمات أكثر وصفًا، مثل رغبته في شيء لزج أو ممزوج بالجبن أو مالح. تشجيع طفلك على وصف الأشياء التي يستكشفها من خلال الحواس الخمسه حيث يمكن أن يساعد في توسيع مفرداتهم وتعزيز فهمهم للعالم المحيط بهم.
3- يشجع اللعب الحسي على تعزيز مهارات الحركة الدقيقة
هناك نوعان رئيسيان من مهارات الحركة التي يطورها طفلك: مهارات الحركة الكبرى – العضلات الغليظة- ومهارات الحركة الدقيقة. تتعامل مهارات الحركة الكبرى مع تنسيق مجموعات العضلات الكبيرة وتكون مسؤولة عن الأنشطة مثل الجري والمشي.
أما مهارات الحركة الدقيقة فهي تلك التي تتطلب القدرة على استخدام وتنسيق مجموعات العضلات الصغيرة، وهي مهمة للكتابة وربط الأحذية ، وغير ذلك. يتضمن اللعب الحسي في كثير من الأحيان تطوير مهارات الحركة الدقيقة عن طريق استكشاف الألعاب والأشياء. قم بدعوة طفلك لاستخدام هذه المهارات يوميًا. يمكنك القيام بنشاط فني، أو دعوتهم للمساعدة في تحضير العشاء، أو العمل معهم على ربط زر في سترة على دمية محشوة.
4- اللعب الحسي لديه تأثير مهدئ على الأطفال
لقد لاحظت أن طفلك يظهر هدوءًا بعد وقت الاستحمام أو بعد جلسة من القفز والركض، وهذا يشير إلى فعالية اللعب الحسي في تهدئة الأطفال ومساعدتهم على تنظيم إزعاجهم الداخلي، سواء كان ذلك ناتجًا عن الملل، أو الانزعاج، أو أي نوع آخر من الاضطرابات.
اللعب الحسي يلعب دورًا هامًا في توفير تجارب مهدئة للأطفال، مما يعزز استقرارهم ويساعدهم على التأقلم مع المحيط من حولهم. ابحث عن فرص لدمج الأنشطة المهدئة في روتين يوم طفلك، مثل اتخاذ حمام دافئ أو جلسة هادئة مع الألعاب . قد تشمل أيضًا أنشطة مثل تدليك الكلب أو الاستلقاء على بطانية والاستمتاع برؤية النجوم, اللعب الحسي يساهم في تعزيز راحة واستقرار الأطفال، ويمكن أن يكون جزءًا مهمًا في تجربتهم اليومية.
اللعب الحسي هو أداة هامة يمكن أن تشجع على تطوير الغة ومهارات الحركة لدى طفلك. إذا كنت تبحث عن أفكار لتعزيز اللعب الحسي، جرب استخدام صناديق حسية مليئة بالأرز أو الصوف أو الأزرار. يمكنك أيضًا تجربة الرسم بالأصابع، واستكشاف الطبيعة، والاستماع إلى الموسيقى. حتى وقت تناول الطعام يمكن أن تشجع على اللعب الحسي لدى الأطفال. ابحث عن فرص لدمج الأنشطة الحسية في يوميات طفلك، سواء كان ذلك من خلال توفير مواد حسية متنوعة أو إطلاق العنان لخيالهم في تجارب فريدة.
https://www.parents.com/why-sensory-play-is-important-8417237